أضيف في 04 أكتوبر 2011 الساعة 26 : 22
لا نحتاج في آسفي إلى أن نقوم برحلة إلى سطح القمر،ومن يريد أن يشعر بالذهول الذي انتاب رائد الفضاء الأمريكي "نيل أرمسترونغ" في أواخر ستينات القرن الماضي،ما عليه سوى أن يقوم بزيارة لمدينة آسفي والتجوال على متن سيارة أو حافلة، لكن لا ننصح باستقلال سيارات شخصية لأن المتعة ستكون أوفر بسيارات الدولة أو الشركات الخاصة،وإذا عرف السبب،بطل العجب..
من غير إطالة في التشويق،وجدتُ ثمة تشابه كبير بين شوارع آسفي وسطح القمر؛حفر لا يستثنى منها حي راقٍ أو شعبي،شارع طويل أوزقاق..إن أفلحتَ في تفادي الحفر،صادفتَ حواجزَ "ظهر الحمار" كما في التعبير الفرنسي،أو ما نسميه بالعامية على سبـيل الطرفة بـ"البوليسي الميت"وهي ظاهرة صارت تتنامى بشكل مريب..أحيانا تجد هذا "الميت" قد قام من قبره ذاك ليترك مكانه خندقا بعرض الشارع..حسرتي على من يسوق سيارة جديدة اشتراها لتوه، وستلازمه أقساط ثمنها لشهور وسنوات..
صدقوني إني اشعر بخجل فضيع حين أرى هذه الحفر..من العيب والعار رؤية الشوارع بهذه الصورة..هناك شوارع ما برحت حالها كما تركناها منذ سنوات،بل إن حالها يزداد سوء يوما بعد يوم..لا مجال لتعداد الأمثلة فهي عديدة وبادية للعيان في كل مكان..
هذه أولى الإهانات التي تحط من كرامة المواطن وهو يسير في الشارع قبل أن تتوالى عليه بقية الإهانات عندما يحل بإحدى الإدارات العمومية طلبا لوثيقة ما،وحكايات المواطنين مع بطاقة التعريف الوطنية الجديدة هي أكبر برهان.
أتساءل:هل المسؤولون أنفسهم يمرون على هذه الحفر؟ألا ينتابهم الشعور بالعار والخجل وهم يعلمون ذلك؟أم أنهم يتنقلون عبر أنفاق سرية لا نراهم؟أليست إزالة هذه الحفر هي أول ما يجب أن تحرص عليه الجماعات المحلية لتلميع صورتها وتحسين سمعتها؟هل هي عملية صعبة إلى هذا الحد؟أليس هذا أقل ما نستحقه كآدميين؟
بقلم:عبدالحق الغِلاَق